"متحف الجبن الحي".. الأول من نوعه في باريس
Description
بقرتان تطلان برأسيهما من وراء برج إيفل، شعار متحف الجبن الحي الواقع في الدائرة الباريسية الرابعة، تراقبان الشارع وتنتظران الزوار بكل أناقة. ما أن تضع خطوتك الأولى حتى تستقبلك رائحة الأجبان وصورها المتعددة، كتعدد الأذواق.
المسؤول عن المتحف Guillaume "جيلوم" يقول:
هذا ليس أول متحف للجبن في فرنسا، فهناك بالفعل عدة متاحف له، ولكنه الأول في باريس. وهذا مهم لأنها عاصمة بلد يُعرف بأنه بلد الأجبان ويضم أكبر تنوع منها، لذا كان من الضروري تمثيل هذه الأجبان في باريس. عندما نخبر الباريسيين بأنه لم يكن هناك متحف للجبن من قبل يقولون: نعم، هذا صحيح، ينقصنا ذلك. هناك متحف للنبيذ ومتحف للكمأة، على سبيل المثال، ولكن لم يكن هناك أي متحف للجبن، وهذا أمر ضروري بالنسبة لفرنسا
قاعة كبيرة تجمع التاريخ بالتكنولوجيا، تفوح منها رائحة الجبن والحليب وكأنك داخل قطعة جبن عملاقة. وفيها خارطة تفاعلية لأماكن إنتاج الجبن في فرنسا، وخطوات تصنيعه، وورشات عمل آنية تتيح للزوار مشاهدة عملية تصنيع الجبن مباشرةً باستخدام الحليب الطازج. ويمكن لهم أيضاً الاستمتاع بجولات تذوق أنواع مختلفة، مع شروحات متخصصة حول مصدرها ونكهاتها المميزة.
Achille "آشيل"، صانع جبن في المتحف، يقول :
إن العديد من الفرنسيين لا يعرفون كيف تصنع الأجبان. نحن هنا لنقدم لهم المعرفة، والأهم هو فهم سبب قيامنا بذلك. يمكننا أن نستمر في صنع الجبن، يجب فقط أن نحافظ على هذه المهارات التي تتلاشى اليوم في فرنسا
وتشتهر فرنسا بتنوع أجبانها. وتضم حالياً حوالي 1200 نوع متعدد النكهات والقوام والأصول الجغرافية. ويتغنى الفرنسيون بأحد الأقوال الشهيرة المنسوبة للجنرال شارل ديغول:
كيف يمكن أن تحكم بلداً به 258 نوعاً من الجبن؟
Paul "بول" مرشد في المتحف يقول :
نحاول عرض صور للمناطق حتى يتمكن الناس من الشعور بصلة أكبر بها والتعرف عليها أكثر. على سبيل المثال، منطقة بواتو غنية جدًا بالغابات ويوجد فيها العديد من القنوات والمستنقعات، وفي النتيجة كل هذا يعطي الجبن نكهة خاصة، بالإضافة إلى أن العشب الذي تأكله الحيوانات هناك مليء بالماء
عندما تغادر هذا المتحف، تعلق برأسك آلاف الأفكار الجديدة بعد رحلة جمعت الحاضر والتاريخ، وتعلق بتفاصيلك رائحة الجبن الذي سيكتسب مذاقًا آخر في المرة المقبلة التي تتذوقه.